لن يكفوا .... الا اذا ...!
فلن يكفوا الا اذا أصبحنا رجالا كما كان أسلافنا الأوائل من الصحب الكرام .
لن يكفوا الا اذا أريناهم ما رأى أسلافهم من صلابة وقوة وبأس من أسلافنا ؛ وحب عملي منقطع النظير لحبيب الله صلى الله عليه وسلم .
لن يكفوا الا اذا رأوا منا نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم واعلاء لراية لا اله الا الله كما أعلاها أسلافنا الأكابر.
لن يكفوا الا اذا رأوا منا بذلا وتضحية لكل غال عندنا في سبيل الله عز وجل ؛ لا في سبيل دنيا نصيبها أو امرأة ننكحها.
لن يكفوا الا اذا أعدنا سيرة أسلافنا في التحاكم الى شرع الله تبارك وتعالى ؛ وترك التحاكم الى الأهواء والقوانين الوضعية التي أهدرت القيم الشرعية والقيم الانسانية في كل بقعة نحي فيها شرع ملك الملوك ورب الأرباب جل وعلا .
لن يكفوا الا اذا رأوا منا تربية لأنفسنا وأبنائنا وبناتنا على قيم وأخلاقيات هذا الدين القويم الحنيف الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لعباده ؛ ولم يرتض دينا سواه .
لن يكفوا الا اذا رأوا أمام أعينهم رجالا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ؛ فهم يرون أمام أعينهم مليارا ونصف المليار من المسلمين ؛ فيهم كثير من الذكور ؛ ولكن عدد الرجال فيهم قليل.
لن يكفوا الا اذا رأوا منا من يستجيب لنداء الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من لكعب بن الأشرف ؟ ).
لن يكفوا الا اذا انتدب الرجال أنفسهم – كما انتدب محمد بن مسلمة نفسه – لتنفيذ الطلب النبوي الشريف لنصرة حبيب الله صلى الله عليه وسلم.
لن يكفوا الا اذا انتدب الرجال أنفسهم ليعلوا راية التوحيد عالية على رايات الشرك والوثنية والجاهلية ؛ ويبذل الرجال الغالي والنفيس في سبيل رفع هذه الراية ؛ ويضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيلها (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
لن يكفوا الا اذا رأوا الأمة ترى الجنة تحت ظلال السيوف ؛ ( وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ) صحيح البخاري.
لن يكفوا الا اذا راوا وعاينوا في امة المليار علماء ربانيين يقومون بالأمانة التي استرعاهم الله تعالى عليها (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44.
لن يكفوا الا اذا رأوا علماء ربانيين (يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ) (الأحزاب 39 ) ؛ يبلغون رسالة الله تعالى ولا يخافون في الله لومة لائم؛ علماء ربانيون كالزهري؛ وطاووس ؛ والعز بن عبد السلام ؛ وأحمد بن حنبل ؛ وشيخ الاسلام بن تيمية رحمهم الله تعالى ومن شاكلهم من العلماء الربانيين الخلص الذين لا يخافون الطواغيت ؛ ولا يخشون الا الله تعالى.
لن يكفوا الا اذا عاينوا من يقود الأمة ( بكتاب يهدي وسيف ينصر ) ؛ ومن لا يرتضي الا أن يقاد بكتاب الله تعالى ؛ وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ ومن لا يرتضي الا أن يتحاكم الى كتاب الله وسنة رسول الهدى في نفسه وماله وولده وأحواله كلها .
لن يكفوا الا اذا رأوا ان المسلمين هم من يصنعون الأحداث ؛ ولا يكتفون بمجرد رد الفعل ازاء ما ييحدث حولهم في العالم من أحداث .
لن يكفوا الا اذا أعاد المسلمون صياغة التاريخ وأحداثه ؛ وبدأوا بصنع أحداث جديدة ؛ واعادة موازين القوى لصالح الاسلام والمسلمين كما كانت قبل ذلك في القرون الفاضلة .
لن يكفوا الا اذا أعاد المسلمون رسم خريطة بلاد الاسلام ؛ فألغوا الحدود التي اصطنعها سايكس وبيكو ؛ ورسموا حدود دولة اسلامية عالمية واحدة موحدة تحت قيادة خليفة مسلم واحد يحكم بشرع الله تعالى ؛ مستعينا ببطانة صالحة ليس لهم هم الا النصح والارشاد لما فيه صلاح الدين والدنيا .
لن يكفوا الا اذا استرد المسلمون الاراضي المسلمة السليبة : فلسطين الجريحة .. وكشمير المظلومة.. والصومال المحتل .. وعراق الخلافة .. والأندلس المسلم المنسي ؛ وسائر بلاد الاسلام التي استولى عليها أعداء الله تعالى .
لن يكفوا الا اذا كان المسلمون جميعا يدا واحدة على أعدائهم كما أوصى النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ ) أخرجه أبو داود بسند صحيح. فهم يد واحدة على أعداء الدين والملة ؛ كما قال صاحب عون المعبود – رحمه الله تعالى – (قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : أَيْ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسَعهُمْ التَّخَاذُل بَلْ يُعَاوِن بَعْضهمْ بَعْضًا عَلَى جَمِيع الْأَدْيَان وَالْمِلَل .وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى الْيَد الْمُظَاهَرَة وَالْمُعَاوَنَة إِذَا اِسْتُنْفِرُوا وَجَبَ عَلَيْهِمْ النَّفِير وَإِذَا اسْتُنْجِدُوا أَنْجَدُوا وَلَمْ يَتَخَلَّفُوا وَلَمْ يَتَخَاذَلُوا (اِنْتَهَى ) . وَفِي النِّهَايَة : أَيْ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ لَا يَسَعهُمْ التَّخَاذُل بَلْ يُعَاوِن بَعْضهمْ بَعْضًا كَأَنَّهُ جَعَلَ أَيْدِيهمْ يَدًا وَاحِدَة وَفِعْلهمْ فِعْلًا وَاحِدًا ) . ( عون المعبود شرح سنن أبي داود ).
أسأل الله جل وعلا أن يعلي رايته ؛ وأن ينصر دينه ؛ وأن يؤلف بين قلوب الموحدين ؛ وأن يستعملنا لنصرة دينه ونبيه ولا يستبدلنا ؛ انه نعم المولى ونعم النصير ؛ (َ و اللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) يوسف 21.